إذا كنت على وشك بدء مسيرتك في عالم الاستثمار أو التداول, فعليك أن تعرف أن هذا قد يكون القرار الأهم الذي اتخذته يوما. أنت على وشك البدء بتوظيف مالك لكسب المزيد من المال. ولكن, قبل أن تدفع رياح التغيير قاربك على المضي قدما, عليك أن تقرر الوجهة التي ستسلكها. بمعنى آخر, عليك اختيار السوق المالية الأنسب لشخصيتك وأفكارك الاستثمارية.
ما هى السوق المالية؟ هي المكان الذي يقوم المتداولون فيه بشراء وبيع الأصول. تشهد الأسواق المالية تنوعا كبيرا بدءا من السندات وصولا إلى السلع, ولا توجد أية إجابة حاسمة عن الأفضل بينها. ومع ذلك, تعتبر سوقا الأسهم والفوركس من أبرزها فيما يتعلق بالاستثمار.
بداية, عليك أن تتذكر أن هاتين السوقين مختلفتان, تتطلبان قابلية عالية للتعلم, معرفة وتعليما خاصين, أدوات وتطبيقات خاصة, ومستوى محددا من مهارات إدارة المخاطر التي يتم تطويرها عبر تخصيص الوقت والاستفادة من الدروس. الفروق الأخرى تتمثل في نوعية الأدوات, حيث تتعامل واحدة منهما بالعملات الأجنبية, بينما تتعامل الأخرى مع الأسهم التي تعود لشركات محددة. من الفروق أيضا: الأحكام الناظمة لكليهما, الأطراف الداخلة في الصفقات, وغيرها.
تعتبر سوق الأسهم بالنسبة للعديد من الأشخاص طريقة تقليدية للاستثمار وكسب المال. ببساطة, لاستثمار المال عليك شراء حصة صغيرة أو كبيرة من أسهم الشركة. ومع نجاح الشركة, ترتفع قيمة الأسهم. تقوم بعض الشركات بتوزيع الإيرادات عندما تحقق نتائج جيدة. عند تداول أسهم شركات محددة تخضع أسهمها للارتفاع أو للهبوط, عليك أن تركز على الأخبار والشائعات أكثر من التحليلات الفنية, وقد يكون هذا مثيرا فعلا. يمكن لأي متداول شراء حصص من أسهم الشركات العالمية الكبرى مثل آبل, غوغل, فيسبوك وغيرها او المحليه مثل ارامكو او فودافون او المصريه للاتصالات رافعا أرباحه بنسبة قد تصل إلى 20%.
في الوقت نفسه, هناك عدد من العيوب للتداول في سوق الأسهم. مع وجود عشرات الآلاف من الشركات التي عليك المفاضلة بينها عند الاستثمار, قد يحبطك الأمر للغاية. يمكن اعتبار سوق الأسهم معقدة فعلا. عليك أن تبقى متيظا دائما دون أن تعرف متى تقوم شركة ما بالاندماج مع غيرها, أو حتى بإعلان إفلاسها.
للأسف, للبدء بتداول الأسهم, تحتاج على الأقل لـ 1000$, وهو المبلغ الأدنى المطلوب عادة. ومن أجل أن تكون محفظتك الاستثمارية بحالة جيدة, ينصح أن تبدأ بـ 10000$ على الأقل, وهو ما لا يقوى على تحمله المبتدئون في عالم التداول والاستثمار.
سوق العملات الأجنبية هي سوق مالية عالمية لا مركزية لتداول العملات, ويقدر متوسط حجم تداول العملات الأجنبية فيها بـ 5.3 ترليون دولار أمريكي يوميا. تعمل السوق على كل نطاق زمني تقريبا وتمنح المتداولين الفرصة للتداول 24 ساعة يوميا - 5 أيام في الأسبوع. عندما تغلق السوق في الولايات المتحدة الأمريكية, يبدأ نهار التداول في طوكيو وهونغ كونغ. هذه المرونة في الوقت تعتبر ميزة كبيرة للمتداولين الذين يملكون جدول أعمال مزدحم. ليس عليك القلق من ساعات افتتاح وإغلاق السوق, بل يمكنك تنظيم تداولك في أي وقت تريده.
في الحقيقة, يختار ملايين المستثمرين تداول الفوركس لكونها تؤمن الدخل وفرص الاستثمار الأفضل. يمكن لأي شخص في أيامنا هذه أن يصبح متداول فوركس ويدير صفقاته بكل سهولة من المنزل أو أي مكان آخر من خلال تحميل نسخة من منصة التداول على هاتفه الذكي. سمحت الثورة المعلوماتية للفوركس بمضاعفة حجمها خلال العقد المنصرم.
ما يجذب المتداولين المبتدئين هو أنهم لا يحتاجون مبلغا كبيرا من المال للبدء بتداول الفوركس. يطلب وسيط الفوركس كمتوسط 100$ لفتح حساب والبدء بالتداول, لكن هناك العديد من العروض المغرية كـ الحسابات العادية, الميكرو, وحتى السنت التي تتطلب حدا أدنى للإيداع يقدر بـ 1$. كما يقدم الوسيط السبريد المتغير بدءا من 1 نقطة, 200 صفقة مفتوحة وأمر معلق, رافعة مالية 1:1000. يبدو هذا رائعا, أليس كذلك؟
العيب الأساسي لسوق الفوركس السوق كبيرة للغاية, ولذلك قد يجد الشخص صعوبة في متابعة كافة أزواج العملات. تتأثر حركة أزواج العملات بالأخبار والشائعات, القضايا السياسية والأحداث الكبرى المحلية أو العالمية. تعتبر سوق الفوركس ذات دينامية عالية وغير قابلة للتوقع وعليه فتكون الخساره تصل الى 90% من رأس المال ولكن من خلال اتباع استراتيجية ذكية, امتلاك ما يكفي من الصبر والمعرفة, اتخاذ قرارات عقلانية, وإدارة المخاطر بصورة صحيحة, يمكن أن يجعل تداول الفوركس من أي شخص مليونيرا لا تحتاج الكثير لتجرب تداول الفوركس بنفسك. ما رأيك أن تجرب الأمر إذا؟